تجاوزات المعتمرين- فوضى وأنانية في رحاب القدس.
المؤلف: وفاء الرشيد09.28.2025

إن ما تفضل به الأستاذ خالد السليمان في مقالته الشجاعة والمحكمة يمثل تعبيرًا أمينًا عن حقيقة مؤسفة نعيشها ونلمسها على أرض الواقع، وتحديدًا فيما يتعلق بسلوكيات بعض المعتمرين الذين لا يلتزمون بالضوابط والقواعد، وخاصة في شهر رمضان المبارك.
إن المقال لم يقتصر على مجرد توثيق لحالة فردية، بل سلط الضوء على ظاهرة متنامية تتمثل في تجاوزات بعض المعتمرين التي يغيب عنها الالتزام بالنظام، وتتجلى فيها مظاهر الأنانية والتصرفات الطائشة، وأحيانًا الخداع والمراوغة...
إنه لمن المحزن والمؤلم أن نشاهد كيف تتحول تجمعات الحشود الهائلة إلى تدافع يشبه إلى حد كبير حالة من الفوضى والذعر، لا سيما عندما يتجاهل البعض التعليمات والإرشادات المنظمة لدخول الحرم الشريف، ويتعمدون التسلل والاحتيال، كما رأينا في حالة ذلك الشخص الذي تظاهر بالإحرام بهدف خداع رجال الأمن. أي منطق هذا الذي يبيح لنفسه الاعتقاد بأن العبادة يمكن أن تتحقق عن طريق الخداع والتضليل؟!
وتلك المرأة التي تختبئ وراء حجابها لتمدد إقامتها إلى موسم الحج! وتعلن ذلك صراحة؟ وهل نرجو ونأمل في رحمة الله ونحن نخرق قوانينه وننتهك الأنظمة التي وضعتها الدولة لحمايتنا جميعًا والحفاظ على سلامتنا؟
إن المشهد لا يقتصر على هذا الحد، بل يتجاوزه إلى سلوكيات أخرى تصدر عن بعض الزائرين لا تتناسب مع قدسية المكان ولا مع روحانية هذا الشهر الفضيل. فالتدافع المحموم، والتزاحم الشديد على الصدقات وكأننا في طابور إغاثة للاجئين وليس معتمرين قادمين للعبادة، والصلاة والنوم في ممرات المشاة وتعريض حياة الآخرين للخطر، والطهي ونشر الملابس في كل مكان، كل ذلك ليس له أدنى صلة بالدين وتعاليمه السمحة، بل يسيء إلى صورة المسلم الحقيقي قبل أن يسيء إلى قدسية المكان، ويقلل من قيمة الجهود المضنية التي تبذل من خلال ميزانيات ضخمة لإدارة الحشود وتوفير الخدمات الصحية والأمنية والنظافة، والتي يقوم عليها عمل دؤوب لآلاف من أبناء هذا الوطن طوال العام...
وانطلاقًا من هذا المنطلق، أؤيد بشدة دعوة الكاتب الفاضل إلى ضرورة التزام المعتمرين بالأنظمة والتعليمات عند دخولهم الحرم بشكل أكثر دقة وتنظيمًا، بحيث يتحقق التوازن بين رغبة الناس في أداء العبادة وضرورة الحفاظ على النظام العام والسلامة. فالعبادة الحقيقية لا تتحقق في ظل الفوضى والاضطراب، بل في السكينة والخشوع والهدوء، وهذه الصفات لا يمكن أن تزدهر وتترسخ في ظل الصراخ والزحام الشديد وتناول الطعام في كل مكان واصطحاب الأطفال الصغار...
كما أن فكرة إعادة العمل بنظام وقف إصدار تأشيرات العمرة لفترة محددة بعد انتهاء موسم الحج تعتبر فكرة حكيمة وناضجة، فهي تتيح للجهات المختصة فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأولويات، وإجراء الصيانة اللازمة للمرافق، وتقييم التجربة بشكل شامل.
العمرة عبادة جليلة وسامية، ويجب علينا أن نحافظ على هيبتها وروحانيتها. فالمشهد الذي نقدمه للعالم عن الإسلام يبدأ من ساحات الحرم الشريف، فإذا لم نحسن تمثيل ديننا الحنيف هناك، فكيف نأمل أن يصدقنا الآخرون عندما نتحدث عن سماحة الدين الإسلامي وعظمته؟
إن المقال لم يقتصر على مجرد توثيق لحالة فردية، بل سلط الضوء على ظاهرة متنامية تتمثل في تجاوزات بعض المعتمرين التي يغيب عنها الالتزام بالنظام، وتتجلى فيها مظاهر الأنانية والتصرفات الطائشة، وأحيانًا الخداع والمراوغة...
إنه لمن المحزن والمؤلم أن نشاهد كيف تتحول تجمعات الحشود الهائلة إلى تدافع يشبه إلى حد كبير حالة من الفوضى والذعر، لا سيما عندما يتجاهل البعض التعليمات والإرشادات المنظمة لدخول الحرم الشريف، ويتعمدون التسلل والاحتيال، كما رأينا في حالة ذلك الشخص الذي تظاهر بالإحرام بهدف خداع رجال الأمن. أي منطق هذا الذي يبيح لنفسه الاعتقاد بأن العبادة يمكن أن تتحقق عن طريق الخداع والتضليل؟!
وتلك المرأة التي تختبئ وراء حجابها لتمدد إقامتها إلى موسم الحج! وتعلن ذلك صراحة؟ وهل نرجو ونأمل في رحمة الله ونحن نخرق قوانينه وننتهك الأنظمة التي وضعتها الدولة لحمايتنا جميعًا والحفاظ على سلامتنا؟
إن المشهد لا يقتصر على هذا الحد، بل يتجاوزه إلى سلوكيات أخرى تصدر عن بعض الزائرين لا تتناسب مع قدسية المكان ولا مع روحانية هذا الشهر الفضيل. فالتدافع المحموم، والتزاحم الشديد على الصدقات وكأننا في طابور إغاثة للاجئين وليس معتمرين قادمين للعبادة، والصلاة والنوم في ممرات المشاة وتعريض حياة الآخرين للخطر، والطهي ونشر الملابس في كل مكان، كل ذلك ليس له أدنى صلة بالدين وتعاليمه السمحة، بل يسيء إلى صورة المسلم الحقيقي قبل أن يسيء إلى قدسية المكان، ويقلل من قيمة الجهود المضنية التي تبذل من خلال ميزانيات ضخمة لإدارة الحشود وتوفير الخدمات الصحية والأمنية والنظافة، والتي يقوم عليها عمل دؤوب لآلاف من أبناء هذا الوطن طوال العام...
وانطلاقًا من هذا المنطلق، أؤيد بشدة دعوة الكاتب الفاضل إلى ضرورة التزام المعتمرين بالأنظمة والتعليمات عند دخولهم الحرم بشكل أكثر دقة وتنظيمًا، بحيث يتحقق التوازن بين رغبة الناس في أداء العبادة وضرورة الحفاظ على النظام العام والسلامة. فالعبادة الحقيقية لا تتحقق في ظل الفوضى والاضطراب، بل في السكينة والخشوع والهدوء، وهذه الصفات لا يمكن أن تزدهر وتترسخ في ظل الصراخ والزحام الشديد وتناول الطعام في كل مكان واصطحاب الأطفال الصغار...
كما أن فكرة إعادة العمل بنظام وقف إصدار تأشيرات العمرة لفترة محددة بعد انتهاء موسم الحج تعتبر فكرة حكيمة وناضجة، فهي تتيح للجهات المختصة فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأولويات، وإجراء الصيانة اللازمة للمرافق، وتقييم التجربة بشكل شامل.
العمرة عبادة جليلة وسامية، ويجب علينا أن نحافظ على هيبتها وروحانيتها. فالمشهد الذي نقدمه للعالم عن الإسلام يبدأ من ساحات الحرم الشريف، فإذا لم نحسن تمثيل ديننا الحنيف هناك، فكيف نأمل أن يصدقنا الآخرون عندما نتحدث عن سماحة الدين الإسلامي وعظمته؟